العولمة .......الاسلام

ما هي مظاهر العولمة في الثقافة العربية ..

إن الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم أرسل للناس كافة، والدين الإسلامي خاتمة الأديان السماوية.
والدين الإسلامي يؤكد على الحوار بين الحضارات والأديان.
قال الله تعالى في سورة الحجرات آية 13: (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر
وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله
عليم خبير)..

لكننا نجد أن الصراع بين الغرب والشرق مستمر وهذه العولمة تحاول طمس الهوية الإسلامية، أو تهميشها..

ويمكن تلخيص الصراع بين العالم الإسلامي والعالم الغربي في النقاط التالية:

1. مفهوم المسلمين للعولمة هو احتكاك وصراع مع الغرب، وتعود جذور هذا
الاحتكاك إلى الحروب الصليبية ومحاولة التخلص من الاستعمار والأفكار
الغربية.

2. إن الغرب يحاول أن يسوق لنظرة أن العقل الغربي لم يتطور إلا عندما تحرر من سلطان الدين.

3. إن الغرب يدعو إلى فصل الدين عن الدولة وإتهم الإسلام بأنه فكر قديم.

4. طعن الغرب في موقف الإسلام من قضية المرأة ومسألة تعدد الزوجات.

5. اتهام الإسلام بالقسوة في إقامة الحدود.

6. اتهام الإسلام بأنه يرفض القومية والوطنية والديمقراطية والعقلانية

7. بعد انهيار الخطر الشيوعي أصبح الغرب ينظر إلى الإسلام على أنه العدو الوحيد للغرب.

8. الصراع بين الغرب والمسلمين هو صراع ديني وثقافي واجتماعي وعلمي ويرفض الغرب أن يفرق بين حقيقة الإسلام وحقيقة المسلمين.

9. هناك بصيص أمل بأن النموذج الإسلامي هو البديل فالنظام الشيوعي قد
انهار والنظام الرأسمالي في أزمة ويمكن أن يحل البديل الإسلامي محل هذه
الأنظمة.


ويمكن تقسيم العالم اليوم إلى عدة تكتلات حضارية:
1. الحضارة الانكلوسكسونية وهي تشمل دول غرب أوروبا والولايات المتحدة
وكندا، وهى الحضارة التي تقود العالم اليوم وتحاول رسم الحضارات الأخرى
بصورتها الحضارية.

2. الحضارة البوذية والكنفوشية والهندوسية وتشمل معظم دول جنوب شرق آسيا وهي بدأت تحقق نجاحات مالية واقتصادية واعدة

3. الحضارة الثالثة هي الحضارة السلافية والارثوذكسية وتغطي دول شرق
أوروبا ودول البلقان وروسيا، وهي تمر بأزمة مالية خانقة، وقد تخلت عن
النموذج الاشتراكي في الاقتصاد وأخذت تطبق النظام الرأسمالي.

4. المنطقة الحضارية الرابعة هي الحضارة الإسلامية وهي منتشرة في البلاد
العربية وإيران وباكستان وأفغانستان وماليزيا واندونيسيا وبعض الدول
الأفريقية المسلمة، وهي حضارة تعاني من التعثر ومحاولة الركض الحضاري
ومجاراة الدول الحضارية الكبرى ولم تستقر بعد على تطبيق نموذج مستقر وهي
مذبذبة بين الأنظمة الاقتصادية العالمية، وهي تمتلك قوة اقتصادية ضخمة
بسبب وجود مخزون الغاز والبترول ومشتقاته في أراضيها، والدولة الوحيدة
التي تطبق النموذج الإسلامي الصحيح المستمر من الكتاب والسنة هي المملكة
العربية السعودية.

5. المنطقة الحضارية الخامسة هي الحضارة الكاثوليكية المرتبطة بدول جنوب
أوروبا ودول أمريكا اللاتينية وهي ظل للحضارة الاكلوسكسونية وتسير في
ركابها، ويسيطر عليها بصورة خاصة النموذج الأمريكي.

6. الحضارة السادسة والأخيرة هي الحضارة الزنجية، وهي التي تتمثل في الدول
الأفريقية، وتعاني هذه الدول من عدم الاستقرار السياسي وانتشار الفقر
وكثرة الانقلابات العسكرية.

هذه الحضارات هي التي تتصارع اليوم، ولقد هيمن النموذج الإسلامي في العصور
الوسطى على الحضارات العالمية، وأصبح النموذج الإسلامي في العصور الوسطى
هو النموذج السياسي واقتصادي الذي هيمن على جميع أنحاء العالم، وذلك بسبب
سيطرة العالم الإسلامي من جنوب فرنسا إلى أواسط الصين، وتتجلى مظاهر
العولمة الإسلامية في مقولة هارون الرشيد للسحابة (أمطري حيث شئت فإن
خراجك سوف يعود إلى). لقد أذاب الإسلام في أيام عزه القيود والحدود
الجغرافية والسياسية والفوارق بين الأمم والشعوب، والمسلمون كالجسد الواحد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

إن البلاد العربية لها القرآن الكريم الذي انزل بلسان عربي مبين وحسب قول الله عز وجل ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
فالقرآن الكريم حفظ اللغة العربية من الزوال.. فأغلب لغات العالم لها لغات
قديمة ولغات حديثة، فللغة الإنجليزية القديمة، على سبيل المثال،تختلف عن
اللغة الإنجليزية المعاصرة في النغمة وفي المفردات، أما اللغة العربية
فمازالت محفوظة وتستمد قوتها من التراث العربي الواحد الذي سواء طبع في
الصين أو في الأندلس هو السند الوحيد الذي وحد العرب والمسلمين وجعلهم
الفئة التي سيطرت على أغلب مساحة الكرة الأرضية في العصور الوسطى، هذا
القرآن العظيم وهذه اللغة العربية هي التي سوف تقود الحضارة الإسلامية
والنموذج الحضاري الإسلامي في الهيمنة على العالم وتجعل العرب يستعيدون
عزهم ومجدهم التليد الناصع بصفحات مشرقة من الإنجاز الثقافي والعلمي
والصناعي والحضاري.
أيضاً الحج مظهر من مظاهر العولمة، وهو المؤتمر العالمي الذي دعا إليه رب
العزة والجلال بقوله تعالى( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل
ضامر يأتين من كل فج عميق)
إنهم لمجتمعون بلباس واحد لإذابة الحدود والفروق ولم الشمل في بوتقة عالمية واحدة.